التربية الفنية التشكيلية الأستاذ : جودي سعدان -

الــشــيــخ : عــبــد الـحــمـيــد بــن بــاديــس

لمحة عن العلامة بن باديس

هو مصلح ديني وإجتماعي مجدد حارب البدع و الخرافات و التقاليد الحامدة و الفاسدة رفع صوته عاليا مناديا بالإصلاح في ظروف كان النطق فيها بكلمة التذمر يعد جريمة لا تغتفر وهو أيضا من أنار بصيرة آلاف من الشباب الجزائريين وكشف عن عقولهم غمامة الجهل فكان المعلم الأول لجيل عربي مسلم قاد نهضة الجزائر و إلى جانب هذا فهو رجل سياسي وصحافي أديب ومفكر من أوائل المكونين للصحافة الجزائرية .
إنه عبد الحميد بن باديس شخصية لعبت دورا هاما في تاريخ الجزائر بذكاء وبراعة وتحد، فاستحق أن يذكر في صفحات العلماء من رجالاتها ويكون أروع مثل و أعظم قدوة لشبابها من الجيل الصاعد ولنذكر معا أن وسيلته كانت العلم وشعاره الأول و الأخير هو تعلم .

- في 05 جويلية 1830 استعمرت فرنسا الجزائر فانتهبت خيراتها وقتلت وشردت أبنائها ومنعتهم من التعليم فانتشر الجهل و الأمية بينهم ومحاربة المساجد للقضاء على الدين الإسلامي.

مـولـده و نــسـبــه :

هو عبد الحميد بن محمد بن مصطفى إبن باديس ولد ليلة الجمعة الرابع من شهر ديسمبر 1889 بمدينة قسنطينة بالشرق الجزائري وهو الولد البكر لوالديه .
والده من حفظه القرآن الكريم ومن وجهاء المدينة و الشرف الجزائري قاطبة استغل قاضيا وعضوا في المجلس الجزائري الأعلى و المجلس العمالية لعمالة قسنطينة.
أما والدته فهي السيدة الفاضلة زهيرة بنت علي بن جلول من أسرة عبد الجليل المعروفة بالعلم و الجاه و الثراء الواسع.

تـعـلـيـمـه:

- عرف إبن باديس المسجد والمدرسة في سن مبكرة فقد أتم حفظ القرآن في سن الثالثة عشرة من عمره و قد أخذ مبادئ العربية من الشيخ حمدان لونيسي وهو من أبرز العلماء آنذاك في القطر الجزائري.
- لم يلتحق إبن باديس بالمدارس الفرنسية على غرار أبناء العائلات الترية آنذاك لأن والده آثر أن يربيه تربية عربية إسلامية خالصة .

- ولم بلغ التاسعة عشرة من العمر قرر السفر إلى تونس عام 1908م لمواصلة تعلمه الثانوي و العالي بجامع الزيتونة فثابر على تلقي العلوم حتى حصل على الشهادة العالمية بعد أربع سنوات من التحصيل شرع بعدها في إعطاء دروس لطلبة الجامع الأعظم – الزيتون- مدة عام كامل على عادة لطلبه بين زملائه و أساتذته بالجد الاجتهاد في تحصيل العلم و الإقبال على الدروس كما عرف بالخلق السمح القويم.
اختار التدريس في الجامع الكبير بدون أجر كما سبق لأنه كان موفور الرزق من جهة، ولأن غايته هي تحقيق أهدافه السامية في خدمة دينه ووطنه .
- في عام 1913 رحل عبد الحميد ابن باديس إلى البقاع المقدسة قاصد القيام برحلة طويلة إلى بيت الله الحرام ثم المشرق العربي .
- وقد مكث في المدينة المنورة ثلاثة أشهر والتقى الشيخ عبد الحميد بن باديس و لأول مرة بالشيخ البشير الإبراهيمي العالم والكاتب و الأديب الجزائري المعروف وصار صديقا له فزار سوريا ولبنان ومصر و اجتمع برجال الفكر و العلم و الأدب و الفقه فيها.

- عاد بعدها إلى أرض الوطن للتدريس بالجامع الأخضر بعد أن حصل له والده على رخصة من السلطات الفرنسية.

إبـن بـاديـس الـصـحـفـي:

- إن الشيخ عبد الحميد إبن باديس من الأوائل الذين أسسوا الصحافة في الجزائر وفي المغرب العربي فكانت أول جريدة أصدرها هي جريدة المنتقذ.
- بعد إغلاق المنتقذ أصدر الشهاب التي صدرت عام 1925 م وقد كانت في البداية أسبوعية ثم تحولت إلى مجلة شهرية وظلت تصدر إلى غاية 1939 حيث أوقفها ابن باديس بنفسه نظرا لاندلاع الحرب العالمية الثانية .
- تعتبر ثالث مجلة في العالم العربي و الإسلامي.

إبـن بـاديـس ومـوهـبـتـه الـشـعـريـة:

لقد كان إبن باديس شاعر موهوبا، ويغلب على أشعاره الأناشيد الوطنية الحماسية .

نـمـاذج مـن أشـعـاره :

شـعـب الجـزائـر مـســـلـــم و إلى الـعـروبـة يـنـتــسـب
مـن قـال حـاد عــن أصـلــــه أو قـال مـات فـقـد كـــذب
أو رام إدماجــــــــا لــــه رام المـحـال مـــن الـطـلـب
يـانـشـأ أنـت رجـــــاؤنــا وبـك الـصـبـاح قـد اقــتـرب

جـمـعـيـة الـعـلـمـاء المـسـلـمـيـن الجـزائـريـيـن :

تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في يوم 17 ذي الحجة 1349 هـ الموافق لـ: 05 ماي 1931 م بعد المؤتمر الذي عقد بنادي الشرقي بالعاصمة وقد انتخب عبد الحميد بن باديس رئيس لها مع أنه كان غائبا و البشير الإبراهيمي نائبا له .
وكان الشعار الذي وضعه ابن باديس للجمعية هو القرآن إمامنا و السنة سبيلنا و السلف الصالح قدوتنا وخدمة الإسلام و المسلمين و إيصال الخير لجميع سكان الجزائر غايتنا.

وفــاتــه:

- أصيب ابن باديس بسرطان الأمعاء ولكنه لا يملك الوقت كي ينفرغ للاهتمام بصحته وعلاج دائه إلى أن قضى عليه ولفض أنفاسه الأخيرة ليلة الثلاثاء الثامن ربيع الأول سنة 1359 هــ الموافق لــ 16 أفريل 1940 في مدينة التي ولد بها وهي قسنطينة.
- ويبقى يوم الـسـادس مـن أفـريـل يوم وفاته خالد إلى زماننا هذا يتميز بالاحتفالات فيه في كل أنحاء الوطن بما يـدعــى * يـــوم الــعــلـــم * .